.png "English"){kind=small}
عاجل : اكتشاف آثار في السعودية تعود لاكتر من 2000 سنة
في كشفٍ هو الأبرز من نوعه، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا اليوم عن اكتشاف أثري استثنائي في عمق صحراء المملكة العربية السعودية، يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، ليضيف فصلًا جديدًا إلى فهم الحضارات القديمة التي استوطنت شبه الجزيرة العربية وازدهرت على أرضها.
وأوضح بيان الهيئة أن فريقًا سعوديًا دوليًا من علماء الآثار عثر على بقايا مستوطنة كبيرة ومجمع دفن فريد، وذلك خلال أعمال التنقيب في موقع يقع ضمن نطاق مشروع تطوير العلا. تشير الدلائل الأولية إلى أن الموقع كان مركزًا حضاريًا وتجاريًا نشطًا، يعود لفترة مملكة لحيان (من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي تقريبًا)، وهي فترة حاسمة في تاريخ المنطقة.
**تفاصيل الكشف : لوحات ومدافن وشواهد تاريخية**
كشف التنقيب عن :
* **مجمع دفن ضخم:** يحتوي على عشرات المدافن المنحوتة بدقة في الجبال، مما يدل على مهارة هندسية وفنية عالية، ويعكس مكانة المتوفين الاجتماعية والاقتصادية.
*
* **لوحات كتابية ونقوش:** عُثر على عدد من النقوش والكتابات القديمة بخط المسند، والتي من المتوقع أن تقدم معلومات مفصلة عن اللغة والمعتقدات والحياة اليومية والعلاقات التجارية لتلك الحقبة.
*
* **بقايا معمارية:* تضم أساسات لمنازل ومنشآت عامة، تشير إلى وجود مستوطنة بشرية منظمة ومتقدمة.
**أهمية الاكتشاف وتأثيره**
يُعد هذا الاكتشاف ذا أهمية كبرى، حيث أنه :
1. **يعيد كتابة التاريخ:** يسلط الضوء على عمق الجذور الحضارية للمملكة ودورها كملتقى للحضارات وجسر للتبادل الثقافي والتجاري بين العالم القديم.
2. **يعزز مسار "رحلة عبر الزمن":** يأتي هذا الكشف ليعزز من مكانة العلا كوجهة عالمية للتراث والثقافة، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى الحفاظ على الإرث الحضاري وتطويره.
3. **يوفر كنزًا للباحثين:** سيفتح المجال أمام الباحثين والمؤرخين حول العالم لدراسة فترة تاريخية مهمة كانت غامضة إلى حد كبير.
قال صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية للعلا: "هذا الاكتشاف ليس مجرد أحجار وآثار، إنه شاهد على عظمة أجدادنا وإرثهم العريق. كل حجر نقبه يكشف لنا فصولًا من تاريخنا المجيد ويعزز فخرنا بهويتنا الوطنية. نحن أمام دليل مادي يثبت أن هذه الأرض كانت مهدًا لحضارات عظيمة."
من جهته، أضاف رئيس البعثة الأثرية: "ما رأيناه في الموقع يتجاوز التوقعات. النقوش والمدافن المحفوظة جيدًا ستغير فهمنا للتطور الاجتماعي والاقتصادي في شمال غرب الجزيرة العربية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد."
أعلنت الهيئة عن خطط فورية لتسريع أعمال الترميز والحفظ في الموقع، تمهيدًا لإدراجه ضمن مسارات الزيارة المستقبلية، ليصبح متاحًا للزوار والسياح من جميع أنحاء العالم، مما سيسهم في تنمية قطاع السياحة الثقافية في المملكة.
هذا الاكتشاف الأثري الكبير ليس مجرد نبأ عاجل، بل هو رسالة من الماضي تؤكد أن أرض المملكة العربية السعودية لا تزال تخفي في جوفها الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها، لتروي للعالم قصة منطقة كانت دائمًا قلب العالم النابض.
تعليقات
إرسال تعليق